مشكلتي يا سادة أني ابتليت بالداء العضال اللى اسمه الحوار للداخل أو تحليل الشخصية أو بمعنى أكثر وضوحا..
التنكيد على النفس..
وهو مع الأسف..ربما يضيف للنفس في بعض الأوقات كثير من الpurity
إلا انه على المدى الطويل يصيبها بهشاشة نفسية كهشاشة العظام تماما..
تتحول النفس إلى ما يشبه الرخو الذي تحيطه صدفة دائما ما يحسّ انه بحاجة للرجوع إليها للتقوقع على ذاته الآمنة
والعيش في دائرة السلام الداخلي والاطمئنان بعيدا عن ضوضاء الخارج..
شيء اسمه التقوقع-حب العزلة-الأنس بالوحدة..
يصبح الطرق على الأبواب أكثر الأشياء إيلاما
كأنها طبول حرب ونذير معركة
من فتح البــــــاب ؟؟!!
من فتحه..؟؟
يا هذا
يا هذا..
مدّ بصرك
إلى هنا
انظر
انظر
حياة ممتعة
ضوضاء شيّقة
ألوان تأخذ البصر..
هنا يا هذا أساطير وحكايات
هنا أصوات وحركات
هنا للوقت معني وللدقائق حياة
هيا ..هات يدك
أنـــا ؟؟
منذ متى؟؟؟
منذ متى كان للخارج معنى ؟؟
يا مغرور..
خدعتك يا هذا ..؟؟
يالجهلك !!
كان آخر عهدي بها..
صراعات وانقلابات
ضغائن وأحقاد
تعاريج وأحمال
وضجيج ككورال فقد المايسترو
الكائن القابع هنا
كمن فقد اتصاله بالحياة
يؤذيه الضوء والصوت والحركة ودوائر الصراع ومشاكل الغير
بل يرهقه أي خروج على المألوف أو تحدّ للواقع..
يرى في صراعات الناس تفاهات لا تنتهي..ويطرق هذا السؤال عقله دائما في صورة متتابعة كلما طرأت له معضلة..
لماذا لا يتوحد إيقاع الحياة وتستقر نغماتها على لحن واحد أحادي المنبع قليل الضجيج
حتى يستقرّ بها الحال إلى نهايتها الآمنة على ضفاف الحقيقة في حياة أخرى هي الحياة-؟؟!
أم أن طقوسها تستدعي الوقوع تحت دائرة تأثيرها-حيث يسلب العقل وتتقيد النفس لتدور في الفلك المعهود
وتعود لتبحث - من أين بدأت ؟؟
اممممم..لا أدري..
من هنا؟؟
لا لا
بل من هنا
أم من هنا ؟؟
لا يهم..
هيا هيا ليستمرّ الدوران
لا يهم أين البداية..ولا حتى النهاية..
الدوران هاهنا ممتع
أخّاذ..
هو الحياة..
هو عمق السّراب
-----
أيها السادة-احزموا أربطة أمانكم فقد حان السفر-
إلى هناك حيث ينتهي نشازكم وضجيجكم الذي كان دائما ما يثير ضحكي واستغرابي وأحيانا حزني..
ليتكم يا هؤلاء تفهمون أن للحياة معنى آخر غير الذي تحيون
ولها مذاق آخر غير الذي تتذوقون..
--------------
هنا يا كرام-على ضفاف الحياة-من شاطئها الغربي-حقائق أخرى تغيب عن وعيكم
الذي لا يتوقف على الدوران في دائرة اللاشيء
هنا حقائق أخرى ترفضها عقولكم الملساء وتخشى أن تخطّها هذه الحقائق بتعاريج تبقى معها إلى الأبد..
رغم علمكم بيقينها وضرورتها وأحقيتها في سطر عقولكم وفي تشكيل تعاريج عقولكم..
إلا أنكم مازلتم تهربون منها فراركم من الأسد..
ربما أدمنتم الحياة في إطار الدائرة المغلقة التي لا تتضح لها بداية أو نهاية أو مستقرّ..
حتى تفاجئكم الحقيقة وتأتي بكم هاهنا-حيث يتكشف أمامكم كل شيء..
هنا للإدراك معنى آخر-تستشعر كأنه هالة من نور تحيط بجسدك كالبلورة المسحورة..
تنطلق بك إلى هناك لترى كل شيء كما خلقه الله أول مرة..
------------
من فوق تستطيع أن ترى كم كنت تحيا حياة صغيرة..
كم كانوا يحيون بلا حياة..
بأحجام يتوهمونها كل شيء وأكبر شيء وهي في الحقيقة اصغر مما يظنون..بل لا تكاد تساوي-جناح بعوضة
------------
عودة....
إلى دائرة الوعي-في محلّ الهبوط
عدنا يا سادة إلى موطنكم الأصلي..
التــراب
هنا تستقرّ أقدامكم حينا-ولكن
ليس أبدًا..فانتبهوا
ستبدأ الرحلة من جديد..
لكن عندما تبدأ تلك المرة..ستكون رحلة في اتجاه واحد
وبلا عودة..
فهل انتم مستعدون ؟؟