طفلٌ أنا !!
لاستقبال رمضان عندي طقوس خاصة لا تتم فرحتي الا بها
طقوس احملها من أيام الطفولة الأولى - يوم كانت الحياة لا تكفّ عن التبسم ودغدغة النفس بالاسعاد والفرح..
حينما ارى أو اسمع أو حتى أشم رائحة أيًا من هذه الطقوس..يتسرب الى نفسي احساس رائع من النشوة والسعادة..
ولأني أعتز بطفولتي كثيرًا وأذكر باسمًا ما كان فيها من المواقف الطريفة الرقيقة
، فلا أحب ان يخفت رنينها في نفسي لحظة من اللحظات.
أسعى جاهدًا لاستجماع كل ما كنت أستقبل به رمضان يوم كنت في الخامسة أو السادسة من عمري !!
فهذه زينة رمضان لا بدّ أن يكون لها موضع هاهنا أمام الباب..
تغير شكلها فقط ، فبدلا من ان كانت مجموعة وريقات - أصبحت مجموعة من الملصقات الدعوية.
وهذا الفانوس الكبير ذو الضوء الأحمر الخافت والحواف المغطاة بأوراق اليلاستيك الملوّن الشفاف.
وهذه أناشيد رمضان أحتفظ بها جميعًا على جهازي ولا اكف عن سماعها قبل رمضان.
وهذا عمّ ابراهيم - الرجل الأسمر الصعيدي فاره القامة - مازال يمرّ علينا حتى اليوم ومنذ اكثر من عشرة أعوام ليزودنا بتمر رمضان.
توقفت عن شراء الصواريخ والألعاب النارية - مضطرًا طبعًا -فما عاد السنّ يسمح .
ما تركت بيتًا من بيوت المنطقة الا وكنت أمر عليه بصاروخ أو اثنين ثم أبادر بالفرار
فاذا ضاق بي الحال - ووجدت الجميع منتبهًا ، لم يكن هناك بدّ من القاق صاروخ أمام الوالدة العزيزة وهي قائمة تصلي !!
أيام ما أحلاها - يوم لم يكن الشاغل أكثر من لبس ونوم وطعام.
ذهبت هذه الأيام لكن حلاوة الذكريات تبقى مع الانسان حتى يتوسده الأجل .
طفلٌ انا ..أليس كذلك ؟؟
فكيف أنتم ؟؟