لم أستغرب كلام كثير من الزملاء عندما يثار موضوع الاخوان ويطرح السؤال..هل انت مع فكرهم ام ضدّ هذا الفكر؟
هل تحبهم ام تكرههم؟
هل تأمنهم أم تخشاهم؟
هل تثق في قدرتهم على التغيير ام انهم مجرد ابواق كاذبة كباقي الاحزاب الموجودة؟
لا استغرب ان كانت اجاباتهم دائما في الجانب المرتاب المتخوّف الغير مطمئن ..
مرجع هذا في رأيي-هو ان معظمنا لم يعطِ نفسه الفرصة الكافية للتعرف على فكر جماعة الاخوان باعتبارها كبري الحركات الدعوية الاصلاحية التي تتبنى الاسلام بنهجه الوسطي المعتدل مرشدا لها ومنبعًا لفكرها
ربما تربينا على هذا او رسخ في أذهاننا ان الاخوان ما هم الا منقلبون على الشرعية فاقدون لها - يعملون في الخفاء ويلبسون طاقية الاخفاء ويتسللون ليلا الى عقول الناس ليفسدوها
والصغار ليملؤوها بالافكار الجهادية وغيرها من الشبهات التي أصبحت تثير الضحك والاستغراب مع الاسف
ارجع هذا الى عدة اسباب :
أولاً
أن أبائنا معظمهم عاش في مرحلة عبدالناصر-ولا يخفى على أحد كمّ الارهاب والتخويف الذي مارسته اجهزة عبدالناصر ضد شباب الاخوان ورجالهم وقياداتهم
والتشويه المتعمد الذي لم يتوقف لحظة واحدة ضدهم-مما خلق لدى الناس صورة مشوهة عن طبيعة الجماعة وعن اهدافها ووسائلها وغاياتها
وأيضا ولّد لدى الناس رعبا من مجرد التعامل معهم-اذ كان هذا نذير اعتقال وسجن وتعذيب لا يتوقف في زمن عبدالناصر
ومازالت هذه الفكرة مع الأسف تسيطر بصورة كبيرة على عقول آبائنا
ثانيًا
الحملات الاعلامية القذرة التي لا تكف عنها ابواق الحكومة لتشويه صورة الاخوان معتمدة على كتّاب الاقلام المأجورة-ك حمدي رزق واتباعه
والبرامج الموجهة لهذا الغرض بالتحديد كبرنامج حالة حوار-والاعلامي الغيرنزيه-عمرو عبدالسميع
والصحف العلمانية التي تعادي الاسلام أساسا كفكر وتسمه بالرجعية
ك روزاليوسف
وبعد رؤساء الاحزاب العلمانية المخالفة للفكرة الاسلامية-كرفعت السعيد
ثالثًا
سطحية الفكر المسيطرة على عموم المصريين واعتمادهم على الاعلام بصورة اساسية كمصدر للفكر والثقافة
وافتقاد آلية تفنيد وضحد الشبهات-والتفريق بين ما هو صادق وما هو كاذب..وبين ما هو ملفّق وما هو حقيقي
رابعًا
ضعف الجهاز الاعلامي-داخل جماعة الاخوان احيانا - ومنعه من الظهور كثيرا لشرح وجهة نظره وضحد الشبهات التي تثار ضدّه
واذا كان الشاكي مفقوء العين ، فربما كان المشكوّ مفقوء العينان معًا !!
أذكر ان احد الاخوان وكنت مازلت طفلا في الثانية عشر-زارنا في منزلنا-ليبارك لي النجاح-وكان في قمة الذوق والعفة الأدب
حتى شغلني طريقة تصرفه وسمو خلقه
لم اجد كثيرا من الناس يتصرف كما كان يتصرف
يراعي أدب الاسلام في كل حركة وسكنة فلا ينظر الى جنبات البيت يمينا ويسارا ولا يصرف بصره الا لمن يحدثه
اذا خرجت امي او احدى نساء البيت من الباب غض بصره فلم يتطاول ولم يسترق النظر
اذا تركته لاعدّ الشاي او القهوة - عدت فوجدته ذاكرا لله في سرّه..
لم أسمع عنه يوما اني سرق او آذى جاره او قطع رحمه او سبّ أباه او ترك صلاة
حافظا للقرآن مجتهدا في العبادة
اذا جاء رمضان كان يطوف بيوت البلدة كلها ليجمع تبرعات لما يسمونه-شنطة رمضان
وكان معه قائمة كاملة توحي ما يزيد عن خمسمائة اسم من فقراء القرية يطوف عليهم وحده مع اخوانه ليلا في رمضان ليوزع عليهم مؤن رمضان فيدخل السعادة على قلوبهم
قال أبي وما أدراني انه لا يأخذ الأموال له او ليوزعها على جماعته
فلم يهدأ لي بال حتى شاركته في توزيع هذه الشنطة واطمأننت الى صحة قصده وسموّ نيته
رغم كل هذا..كان أبي يقول عنه -دا ارهابي يا ابني - ابعد عنه واوعى تمشي معاه !!
لله الحمد كنت منذ الصغر احفظ القرآن-وبطبعي اقارن بين ما أرى وما اسمع
ولا اقنع الا بما يمرره عقلي من حقائق بعد يقيني وتثبتي منها
لم أجد مقياسا أزن به هؤلاء الا مقاييس الرحمن في كتابه
فوالله ما وجدتهم يزيغون عنها قيد أنملة
هم شعلة هداية وقرآن يمشي-واكثر الناس حبا لله ولكتابه ولرسوله وأكثرهم شوقا للقاه وجهادًا في سبيله
كنت انتظم معهم في جلسات المسجد فلا أجد منهم الا ما يملأ فراغ العقل ويشرح ضيق الصدر ويذهب الهمّ ويربي الضمير الحيّ والنفس المشرقة الؤمنة
كعادتي كنت كثير الشغب-لكني لم أكن أبدًا رافضا لما اسمع او كارها له
كيف يكون ارهابيا يا والدي من لا يترك فرض الله !!
وكيف يكون ارهابيا من لا يكف عن ذكر ربه آناء الليل وأطراف النهار
كيف يجتمع النقيضان رقّة القلب وقسوته-في شخصٍِ واحد ؟؟!
كنا نتجمع في حلقات كل يوم بعد صلاة الفجر لتلاوة اذكار الصباح
والله الذي لا اله غيره لا اذكر أياما مرّت بي خير من هذه الأيام
ايام طهر وصفاء وحسن تربية
كان يفيض علينا بسيرة الرسول وصحابته والتابعين فتحلّق انفسنا الغضة وخيالاتنا الطفولية لنسبح معهم في ملاحمهم الرائعة
فنحمل السيف مع عليّ ، ونقف على الحجر نطاول برأسنا حتى نقبل للجهاد مع أسامة ونزهد في الحياة زهد مصعب
وتنضح قلوبنا بالرقة والحب لله ورسوله كما كان ابوبكر
وتشرق نفوسنا بالأمل اشراق انس ابن النضر
------------------
ما علمتهم الا مجاهدين ضدّ الباطل -في معركة الحقّ
لا يختبئون في الجحور اذ اختبأ ذوي الألسنة الطوال-الذين يملئوون الآفاق ضجيجا ثم اذا جدّ الجدّ رأيتهم تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت!!
اقولها وبكل صراحة وفخر - ويعلم الله ان قلبي ينطقها قبل فمي
نعم أحبهم وأحب من يحبهم-وادعو بالهداية لمن يبغضهم من المسلمين وأبغض من يبغضهم من غير المسلمين
حبيبهم هو من أحب وعدوهم هو عدوّي وغاياتهم غاياتي
والله مقصدنا-ما طلبنا دنيا نسعى لها ولم نطلب جاها او سلطانا ولو عرضت علينا الدنيا ما ساوت لدينا جناح بعوضة
نحب للناس كما نحبّ لأنفسنا ولا ندّعي الكمال
هو أنشأنا من الأرض ولا نزكي احد فالله أعلم بالحال
لكننا نقولها صريحة مستنكرة لمن اختار الجانب الآخر لنفسه وآثر بغضنا على حبنا والانتماء لدعوتنا .؟؟
لماذا ترغب بنفسك عنّا..
آثرت السلامة أم احببت لنفسك الهدوء والدعة..بعيدا عن معركة الحق والباطل ثم لم تكتف بصمتك بل اطلقت الالسنة الحداد تنهش لحمنا وتلصق بنا ما ليس فينا !!
لماذا تنطق ببغضنا دون مواربة أو خجل ثم تغلق عليك فمك اذا جاء ذكر مسئول او كبير - اتخشونهم !!- فالله احقّ ان تخشوه - ان كنتم مؤمنين
ثمّ أسألك ماذا قدمت أنت لدينك في مقابل ما قدموه ومازالوا ولن يزالوا يقدموه حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا ؟؟
يقتطعون من راتبهم ومن قوت اولادهم ليطعموا ابناء المسلمين-ولدعوتهم من مالهم نصيب مفروض - فكم تنفق انت في سبيل الله ؟؟
يحتملون الجهاد ويصبرون على البلاء ويدعون الله ان يثبت اقدامهم
يفصلون من وظائفهم ويحاربون في رزقهم ويضيق عليهم في أسفارهم وتطرق عليهم الأبواب في انصاف الليالي
ويرمون بالباطل فيحتملون وتلصق بهم التهم الباطلة فيصبرون ويحتسبون
شعارهم آلم..أحسب الناس ان يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ؟؟!
فهل تحتمل أنت ربع ما يحتملون ؟؟
يقومون الليل ويصومون النهار-يرجون رحمة ربهم ويخافون عذابه..
فكم تقوم انت من ليلك والناس نائمون ؟
تفيض نفوسهم بالهمّ لحال اخوانهم في بقاع الارض-يفرحون لفرحهم ويتألمون لألمهم ويبكون لبكائهم
فكم مرة تذكرهم انت في يومك ..بل قل في عامك ؟
لا تكفّ السنتهم عن الدعاء للمسلمين المستضعفين - فكم مرة دعوت انت لهم ؟
يحبون اوطانهم ويجاهدون في سبيل عزتها ورفعتها
يحاربون سرقة الأوطان وبائعي الضمائر - شعارهم ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض
أحبهم لأنهم أكثر الناس حبًا لغيرهم واكثر الخلق احساسًا بآلامهم وأمالهم ..واكثرهم مشاركة لهم في افراحهم واتراحهم
يفرحون لفرح الناس ويتألمون لألمهم
سيماهم في وجوههم-النور واليقين يحوطهم من بين أيديهم ومن خلفهم
همّ المبلغون عن الله-وجنوده يدفع بهم عن المسملين كيد الكائدين ومكر الماكرين
فلمن تحارب أنت ..وفي أي الصفوف ؟؟
-------
أشهد الله اني ما احببت أحدًا في حياتي حبي لهم-أنتمي اليهم وان يوما اعرضت عنهم..
فكرهم هو فكري منه استقي نهجي ورسالتي في حياتي
من كتاب الله خرجت افكارهم - وعلى سنة رسوله تربت اخلاقهم - فوالله ما وجدت ما يكتبون يزيغ عنها الا ما اختلف فيه-فمردّه الى الله
وللمصيب الأجران وللمخطيء أجر المجتهد
أعلنها بكل صراحة ودون مواربة او شك
آأأأأأأأأأه..بحبّهم
بحبهم جدا جدا جدا جدا