السبت، 22 أغسطس 2009

يومياتـــ صــــــائمـ ::[ هذا رمضـــان ،، والفرحة فرحتــــانـــــ ]


اليومـ الأوّلــ ..

بداية جديدة ، وانسانــ جديد .. تعود البسمة لترسمـ تضاريسـ وجهه بعد أيامـ كادتــ تطمســ ما بقي من معالم السعادة في نفسه ..

أربعة أشهر كانت في القدر أربعينــ ..!

هذا ما أشعر به حقيقةً .. أشعر أني قفزت الآنــ اربعين عامًا للأمامــ .. بعمقــ التجربة وأثر المسير ..

أتخيّلـــ لحظاتها الآن .. لحظةً لحظة .. ودقيقةً بدقيقة ..

كمن وضع رأسه في ماء اليمّ .. كيف يرى القاع ؟! .. بعيد .. مخيف .. و..مظلم ..

وكفيلم قديم يعرض للمرة الأولى .. أشاهده ..

العرض رتيب .. و .. الأبطال يتحركون ببطء شديد ..

و..

هل تصرّ على التذكّر ..؟

ألا ترى النسيان أفضلـ ..!

أهل الجنّة ..في الجنّة .. يتذاكرون لحظاتهم الشديدة .. وأوقاتهم العصيبة ..في أرض الفناء .. لا لشيء.. فقط ليدركوا ما هم فيه الآن من نعيم ..


http://img195.imageshack.us/img195/4403/fantasymystical4607.jpg



ما أكثر الحكايا .. لو أنّ النفس تذكر .. لكنه النسيانـ .. نعمة !

والحياة ما هي الا مسرحية .. مستمرّة العرض .. طالما الجمهور حيّ .. والتصفيق حار ..

ولكلّ منّا .. حكاية .. لم تكتب بعد !

لكنهم جميعًا –رغم خيوط الألم التي تربطهم جميعًا – على اختلاف الكاتب والحدث والزمن – سيبقون هناك .. قصة سالفة .. وذكرى للتندّر !

هناكـ .. على أسرة الجنّة .. تحت أغصان النعيم ..

والجرح الذي تفتحه الحياة كلّ يوم .. سيندمل هناكـ .. ويبقى الأثر ..ذكرى في قلب المؤمن .. وما أحلاه لو كان جرحًا لله .. وفي سبيل الله !

و..

عودة للحياة :) ..

يا الله .. ! ..

كم هو مطمئنّ .. يشعر بسلامٍ عجيب .. للمرة الأولى منذ زمن ..

الاشجار كأنها تضحك .. الطيور تنشد .. والرياح تهدهد الشجر فتصدر أصوات كأنها من حفيف أشجار الجنّة ..



http://img188.imageshack.us/img188/2057/elendilbyneverends.jpg


هل .. تضحك الحياة ..أم أنه –من سعادته-فقد عقله ؟!

أجواء رمضان .. تضفي على الجوّ سعادةً غامرة و نسماتٍ رقيقة باردة ..

والاحتفالات كرنفالية (صاروخية أيضًا من عبث الأطفال ^_^) ..

كلّ ماهنالكـ طيّبـ و رائع ..

رغم هذا لا أخفيكم أني للآن – مازلت أجهد للدخول في أجواء رمضان .. فلم أزل بعد حديث عهدٍ بـ فراغ !

والاختبارات لا تزال ترنّ بموسيقاها الصاخبة في جنبات عقلي حتى الآن ..!

السؤال الأول به خطأ ..لينتبه جميع الطلاب ..

الموبايل ممنوع ..

مفيش وقت إضافي ..ثلاث ساعات فقط هي كلّ الوقت ..

طالب يغشّ ..ورقتك لو سمحت ..

الساعة في سرعة مكّوكية – كعدّاء ماراثونيّ يسعى لتحطيم رقمٍ قياسيّ ..

و ..

الوقت..

بقي نصف ساعة..

ربع ساعة..

دقائق ..

انتهى الوقت ..

ليضع الجميع أقلامهم ..

!!

لو وضعوا مقياسًا للضغط على شرايين كلّ طالب – لاكتشفوا أنهم أكثر نازيّة من هتلر نفسه !

مشكلة ..

حتى في لحظات الاحتفال لا تزال الذكرى عالقة ..

أخشى أنّ شبح الامتحانات السالفة سيظلّ مخيّمًا على جانب من جوانب الصورة .. حتى أشعر أنّي تخلّصت تمامًا من آثاره البالغة ..

فقط ..

لتبقى السكينة هاهنا .. ولتبقى النسمات الباردة عنوانًا لكلّ تدوينة تخطها اليدّ .. في موسم الخير ..

وليكنـ الجميع على خير حالـ .. والطاعة راحة .. والبسمة التي تفتقدها النفس لن تكون إلا بين جنبات المسجد .. وفي أحضان الكتاب .. كتاب الله ..

-----------

دمتم بـ نور




الجمعة، 21 أغسطس 2009

كـــــــانتـــ أيّـــــــامــ ..!



أحبّتي هنا وهناكـ ..

إخواني
الكرام - أخواتي الفاضلاتـ ..

كل عام
وأنتم من الله أقرب – وعن الشيطان أبعد ..

عدنا –
لنلتقي من جديد – بعد أيام لم أتخيّل يومًا أنها – من شدّتها- قد تنقضي..!

كنتـ
فيها كآلة رباعية الدفع-وفقدت كلّ وظائفها الجسمية – وانفصلت عن كافة وظائفها
الحياتية .. !

ولم يبق
لها من أمور الحياة الا ما يقيم قدرتها على التخزين والاسترجاع والفهم والتدقيق
..باختصار .. قدرتها على الدشّ :) ..

وقبل ان
أستطرد في السرد اود التنويه لنقطتين :

الأولى :
ان هذه التدوينة شخصية تمامًا- أي أنك لست مضطرًا لاستكمال قراءتها بعد هذه الأسطر-اذا
كان لديك ما هو أهمّ ..

الثانية
: أن الكلام عن النفس أمر لا يفضله الكثير – ولا انا – الا في ظروف أعتبرها لازمة
وضرورية-منها هذا الظرف الذي بدأ منذ اربعة أشهر مضت وانتهى بالأمس فقط ..

وأعتبر
تسجيلها –كتجربة-أمرُ سأحتاج اليه فيما بعد-لأستخلص منه دروس تعلمتها – ودروس اخرى
لم أتعلمها بعد ، وقد يستفيد منه شخص ما في مكان ما-كونها تجربة شخصية-وليست قصة من
نسج خيال..


رجــــاءًا – أنتـ المسئول عن وقتك ..

واذا
كنتـ لازلت مصرًا على المتابعة فجهّز من وقتك عشر دقائقـ .. و .. جدد نيّتكـ ..

نعود
للتدوينة ..

في مثل
هذه الأوقاتـ - أوقات الإمتحانات - أقع في حيرة بين شخصين ..

نور الذي
يتوقف كل طموحه عند نقطة المرور – بجواز سفر يحمل عنوان – منقول الى الصف التالي –
و مقبولـ .. وبين نور الذي يطمح – لمكانه الذي يراه مناسبًا له – بين زمرة
الممتازين !

في سنوات
ماضية – كانت الغلبة أحيانًا للشخصية الأولى – نور القديم ..

الحقيقة
أني لم أنحدر يومًا للمستوى الذي أصبح فيه مقبول أو حتى جيد ، ولم يتراجع تقديري
العام في اصعب الظروف عن 80% - إلا أني دائمًا ما كنت اعتبر نفسي من الراسبين طالما
فقدت الامتياز ..

أصعب ما
قد يواجه طالب اعتاد على التفوق والصدارة-أن يجد نفسه يومًا ما- أسفل سافلين !

وكنتـ في
الثانوية العامة الأول دائمًا – وأتذكّر هذا الكمّ الهائل من العذاب الذي كان يلحق
بي اذا تراجعت يومًا لأكون الثاني أو الثالث !

أصبح
الأمر عقدة ..

وجاءت
الجامعة-لتفرز ترتيبات جديدة .. لم أكنـ من بين أوائلها ..

كلية الطبّ تحتاج لمجهود مضاعف واستنفار شامل وتشجيع مستمرّ وتخطيط و صبر .. وعدة
أشياء أخرى ..!

ولم أكن في الواقع على استعداد لبذل مزيد من الجهد فوق العادي لأتسابق بينهم-ولمدة ستّ
سنوات –على مراتب الجامعة وترتيب الأوائل ..

والسبب الثاني أني لم أكن أحب الارتباط بوظيفة تقيد من حركتي وتلزمني بما لا احبّ – لأني
بطبعي أميل للأعمال الحرة الغير ملزمة ..فلماذا اذن أبذل الجهد لأتفوق ..ثم أقع في حيرة بين قبول الوظيفة التي لا أحبها ولا ارغب بها– وبين ميلي للحركة والسفر والتنقل وعدم الاستقرار في مكان !

لم يكن الفكر ناضجًا الى الحدّ الذي يتخطّى فيه هذه الأبعاد السابقة – ويفكر بشكل آخر أكثر نضجًا وأقرب للصواب ..

وعلى المسار ..نتعلّم .. وننضج .. وتزدحم حياتنا وأوقاتنا بالتجارب-التي غالبًا ما تتكفّل بإعادة تربيتنا – فكريًا – لنفكر بشكل مختلف – ونرى الحياة والواجب والرسالة من زوايا أخرى وأبعاد جديدة – وبصورة لم تتطرق كثيرًا لأذهاننا ..



بين نور و نور .. حوار الى الداخل ..


السؤال
الذي كان لا يفتأ يطرق العقلـ .. لماذا..

لست منهم ؟

و ..

أين ..

النفس التوّاقة ؟

والطموح
.. هذا الشيء بالداخل-الذي يحترق ..لتتقدّم ..

ثم..

الطبع ..

بعض الناس ولدت وهي تنظر لأعلى ..

وأنت .. أين تنظر ؟!

صراع ..وعذاب..

بين القديم والجديد ..

بين العزم على المجاهدة والرقيّ ..وبين الرضوخ لارادة التراجع والقعود ..

هل تريد الخروج ؟

فأين السروج ..يا فارس ؟

ولو أرادوا الخروج ..لأعدّوا له عدّة ..!

أم رأيت فارسًا يدخل معركته بلا سيف ؟!!

يقول تعالى .._ولقد علمنا المستقدمين منكم – ولقد علمنا المستأخرين ..

الأمر كذلك ؟ ..

بين صاعدٍ و نازل ؟

وبين متقدّمٍ ومتأخر ؟

اذن الأمر ليس في حاجة لفلسفات كثيرة لتعلم أنه من واجبك-أن تتفوّق ..

ولست في حاجة لاختراع أسباب تحفزك على التفوق .. لأنه في الواقع مطلب إلهيّ .. وغاية في ذاته .. ومبدأ رباني لا يحتاج لمبررات ..

المسلم ..متفوّق ..مستقدم ..

في الصلاة ..فضّل الله الصف الأول ..

وفي الجهاد ..فضّل الصف الأول .. والنفير الأول ..

وفي الهجرة ..قال لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل.. أولئك أعظم درجةً من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا (أي من بعد فتح مكة) ..

أي أنك – بصرف النظر عن أي مبررات – لا بد أن تتقدّم للأمام .. وترتقي .. لتكون حيث يجب أن يكون المسلم الصحيح ..

ثمّ هل ترضى ما قد يقوله الناس عن أن الطلاب الملتزمون هم الأقل تفوّقًا – والأكثر رسوبًا ؟!

هل ترضى أن ينفر الناس من نموذج الاسلام – في شخصك الغير متفوّق؟!

كان هناك كتيّب للدكتور مجدي الهلاي –على ما أتذكّر يحمل نفس العنوان – (إنّ منكم منفّرين) ..

فهل ترضى ان ينفر الناس منك - أو من الاسلام الذي تحمله ؟


الهروب الكبير ..!

كثيرًا ما كنت تتحجّج بكثرة الأشغال الدعوية-التي تعطّل من المذاكرة..

تبيّن لي الآن أن كلّ هذه كانتـ مجردمبررات واهية..

العام – كان الأكثر انشغالاً وازدحامًا بالأعمالـ .. رغم هذا .. لم يمنعك أبدًا من المذاكرة .. فأين كانت الحلقة المفقودة ؟!

كنت تخدع نفسك – لأنك كنت اكثر من يعرف أنك تملك من الوقت أضعافًا مضاعفة ، ولم تكن الأعمال الدعوية من الكثرة التي قد تقعدك عن أن تكون يومًا بين صفوف الأوائل..وإلا ...كيف نجح غيرك ممن هم على نفس دربك ؟

هم في الواقع حجّة عليك .. ودليل إدانتك ..

كنت أهرب .. هذه حقيقة –ولا ابالغ..

كلما كنت افكر بهذا الشكل-أصاب بصداع ..مستمرّ .. يلاحقني باستمرار ..

والحل ..كان دائمًا سحريًا .. اهرب .. اشغل نفسك بأمر تافه .. اجعل من الأمور التافهة التي قد يقوم بها غيرك – أمرًا في غاية الإلحاج والخطورة ..

وأنت – سوبر مان – المنقذ ..من يقوم بهذه الأعمال العظيمة (التافهة) غيرك ؟

وأهلك نفسك في دوّامة غيرك ..

وبِع حياتك وأوقاتك الثمينة ..ليتفوّق غيرك !

ومت ليحيا غيرك ..

أليست هذه سرقة من غير إكراه ..

أم أنّ كرمك الباذج يصل للدرجة التي تنسى فيها أمانتك التي استأمنك الله عليها .. عمرك .. وقتك .. دقّات قلبك ؟؟


قرار التفوّق ..

هو كذلك
فعلاً ..

قرار ..

واختيار ..

ولا يخضع لفلسفات أخرى غير ما بداخلكـ ..

والانسان حيث يضع نفسه .. هو يختار الأمام أو الخلف .. القمة أو القاع ..

والحياة باحداثها-الخير والشرّ-هي نتيجة لهذا الاختيار و ..القرار ..

والتعب .. مقرر..ولا نجاح بدونه ..

في الواقع من يختار النجاح ..فانه يختار معه أن يتعب ، كلاهما متلازم ، والواهم من يتخيّل أن أطباق الذهب والفضة الحافلة بحبوب النجاح ستطرق بابه .. فالسماء لا تمطر ذهبًا ولافضة..ولا تمطر نجاحًا وتفوقًا ..!


أسباب ..


والأخذ
بها واجب ..



المذاكرة
..بجدّ


الدعاء
.. الأمل .. الصبر .. التفاؤل ...

وعينٌ تنظر باستمرار .. الى هناكـ ..

أسمّيها رحلة الأسباب .. والسفر الطويل بغيرها .. هو مجرد رحلة انتحار ..

الأسباب هي زاد الرحلة الى هناكـ .. الى الأعلى ..

تعلّمتـ ...

الصبر ..

الأمل ..

الاعتداد بالنفس..الثقة فيما وهب الله لكلّ منا من قدراتـ ..

والثقة
في الله ..

تعلمتـ الكثير حقيقة ..ومازلت أتعلّم ..


الفصل الأخير ..

لم يكتبـ بعد ، فالنتيجة لم تظهر للآن..

وللتو انتهى امتحانـ من امتحاناتـ الدنيا ..

لازلتـ بانتظار النتيجة .. ولا أعرف حقيقة ما هي.. بل وأكثر من ذلكـ .. لا يشغلني كثيرًا كيف ستكونـ ..

أعطيتـ نفسي .. تقدير امتياز .. وأنا راضٍ تمامًا .. تمامًا ..لأبعد حدّ –ولأول مرة في حياتي - عن نفسي ..

لأني في الواقع بذلتـ كلّ ما يمكنني ..

التقصير
جزء من تكويننا البشري ولا شيء كامل ..فقط ..أعرف أني اقتربت كثيرًا مما هو مطلوب
..وأعلم أنّ الله كان راضٍ عني ..

كنتـ
ألمح هذا الرضا في عين والدتي ووالدي ..

وأكثر ما يسعدني حقيقةً – هي نظرة الرضا التي كنت أراها دائمًا في عيني كلّ منهما ..

يكفيني هذا ..


ورضاهما
جنّة الدنيا ..

العام ..
هذا العام..كان بداية الرحلة .. للأمام .. وللأعلى ..

كانـ
الفصل الأوّل .. من سلّم الصعود .. مرة أخرى ..ليستعيد منحنى الحياة اتزانه مرة أخرى..ويسير الى الشاطيء ..حيث ينبغي أن يصل ..

هنــــاكـ..


تعلمونـــ .. لأينــ ؟؟






كلـّ عامٍ وأنتم بخير ..

رمضان كريم ^_^