كلماــت.. ترصد ما رأيتـ ..
وهي آخر ما كتبتـ ..
أرجو أن تتناولها الأيدي بالنقد ان سمح الوقتـ ..
بعد صلاة الفجـر وبعـد قيامٍ في رحـم الظلمـات
وتعافٍ في ظـلّ الصمـت بعيدًا عن صوت الحركات
استفتحت صباحي اليـوم بـالأذكـار وبـالآيـات
وصعدت إلى سطح البيتِ أقابل دفء الشمس الآت
أتنشّق من طيـب هـواءٍ بعد الفجر بـلا كـدرات
فتفاجـأت بمـا حيّرنـي غارت في عيـن النظـرات
فعلى مدّ البصـر تراهـم منتشـرين وبالعشـرات
أطباقٌ تأويهـا الأسطـح تقبـل بـثّ الأغنيّـات
دشٌ مـا أدراك الــدشُّ وعرب الساتِ ونيلُ السات
أوروبّـيٌّ ينشـرُ فيـنـا عدوى الأمـم الغربيـات
والشيطـانُ ينـادي هيّـا هيّا أقبـل عبـد الـذات
عندي ما يستعبـدُ قلبـك ويهيّـجُ فيـه الشهـوات
ويدُكّك في عمـق الطيـنِ يبُثّك عـدوى الحيوانـات
عنـدي إعـلامٌ مـرئـيٌ وفضـاءاتٍ وفضـاءات
عندي إعـلامٌ مسمـوعٌ وإذاعـاتٍ وإذاعــات
عنـدي أتبـاعٌ وجنـودٌ فنّـانـون وفـنّـانـات
هـذا قدوتـك الفنّـانُ وتلك فتـاةُ الإعلانـات
إبـداعٌ يمـلأ جعبتـهـم مـن أفـلامٍ وكليبّـات
ومسلسلَ يمتـدُّ شهـورًا يأخذ من عمرك ساعـات
جـزءٌ أول ُثـم الثـانـي وفضولٌ يستهوي الـذات
والحبكةُ تحبـس أنفاسًـا تسمعُ للقلـبِ الدقّـات
في أمواج الغفلـة تَهـوِي نفسُ الناسِ مع الحَلَقـات
ويضيع العمر بـلا عمـلٍ وتُضَيَّعُ أغلـى الأوقـات
يتّبعون خطـا الشيطـانِ والشيطـان لـه قنـوات
شبكاتُ النِتِّ بـلا ثمـنٍ صارت في رخص الذرّات
أبها نـدركُ مـا ضيّعنـا وتخلّفنـا فـي سنـوات ؟
أبها نخلـقُ جيـلاً يبـدعُ قد يحيينا بعـد مـوات ؟
أبهـا نبنـي وطنًـا آخـر يستوعبُ كلّ الطاقـات ؟
أبـوابُ الشـرِّ مفتّحـةٌ مقهى النتِّ وغرفُ الشات
وشبابٌ كالغصنِ النضـرِ وفتياتٌ مثـل الزهـرات
في كل الأركـان تراهـم مصفوفـون ومصفوفـات
يتبـادلـن اللهو بلـيـلٍ وينامون عـن الصلـوات
دوّامةُ من يدخـل فيهـا يحكـم غلـق البوّابـات
ومطارقُ لا تفتـأ تهـوى إغــراءاتٍ إغــراءات
عـرضٌ مفتـوحٌ للعُـري على الأرصفةِ وفي الطرقات
والجامعـةُ منـارةُ علـمٍ صارت مثل الكباريهـات
فتياتٌ وشبـابٌ سَكْـرَى يتلوّوْن كمـا الحيّـات !
وملابسُ ضيّقـةٌ تكشـفُ كلّ صنوفِ المستـورات !
بيضٌ والداخـلُ مُسـوَدٌّ بالمعصيـة وبالشـهـوات
في شلـلٍ تلقاهـم حينًـا وفـرادى والأسـوأ آت
في الجامعةِ الكـلُّ مبـاحٌ إلا إطـلاقُ اللحـيـات
أو دعـوةُ خيـرٍ تُلقيهـا أو موعظـةٌ أو آيــات
والديـن يحاربـه جهـارًا جند الأمنِ بأمـر الـلات
ليس لنا فـي ذلـك يـدٌّ ذلك من أمـر السلطـات
فاغفر ذلـك يـا مولانـا وارفع يـدَّك بالدعـوات
واطلب من ربّك ينجينـا ويبـدّل ذنبًـا حسنـات
همٌّ فـوق الهـمِّ وقلبـي تخنقُـهُ كـلُّ العَـبَـرات
استشرى في الناس ضـلالٌ تاهت في الطُرقِ الخطوات
جرأتُهم جـاوزت الحـدَّ وغرقوا في بحـر اللـذّات
وغدا زرع الخيـر ثقيـلاً فغدا النبتُ بـلا ثمـرات
فقـرٌ منتشـرٌ ، أوبـئـةٌ شعبٌ يحيـا كالأمـوات
ربّي عفوك ضـلّ الشيـخُ وعثرت بالطفل الخطـوات
إنّـي أستلهمـك الغيـثَ فأدرك قومـي بالقطـرات
ردّ النـاس الـى الايمـان وعلّمهـم كـلّ الآيـات
يا غافلُ والمـوت قريـبٌ أردك نفسك قبل فـوات
احذر إنّ العرضَ مصـونٌ والأبواب لهـا حرمـات
وغدًا يعرِضُ ما أسلفـتَ ويحاسبك عن الهمسـات
يـومٌ لا ينفعـه نــدمٌ لا تجدي فيـه الحسـرات
إمـا عـرضٌ للنـيـران وإمّــا وردٌ للجـنّـات
فاسأل نفسك يا مسكيـنُ أجِلدُكَ جَلْدٌ لـاللفحات ؟
اصبـر وارعَ الله بذكـرٍ أيقـظ قلبـك بالآيـات
ضمّد جرحـك بالقـرآن وطهّر نفسك بالصلـوات
صوتُ القرآن لـه طَـرَبٌ لا تدركُـهُ الأغنـيّـات
واسكب من عينيك الدمعَ ورقّق قلبـك بالعَبَـرات
ذنبُ الخلـوةِ لا يمحـوهُ إلا دمــعٌ بالخـلـوات
وأنيـنٌ بالليـل وتـوبٌ واستجـداءٌ للرحـمـات
ولسانك فاحفظ لا تُرسِـل وانتَقِ من طيب الكلمـات
ألسنةُ الشـرّ لهـا طـرفٌ يلـدغ حينًـا كالحيّـات
واغضض طرفك لا تطلقه فترجع بالنفسِ الحسـرات
إنّ النـار تجافـي عيـنًـا غضّت طرفًا عن حُرُمـات
أو دمعت من خشية ربّـي وانهالت منهـا القطـرات
اسمـع..إنّ الله يـنـادي من يشري منّي الجنّـات ؟
هل من تائبَ يطلبُ عفوي فأبـشـره بعـفـوٍ آت؟
عبدي أسمع منك الشكوى أستقبل منـك الدعـوات
إن عذابـي لـن يمسسـه جسمٌ صبر عن الشهـوات
جسمٌ قام الليـل ولبّـى جافى المضجع والزوجـات
أو جسـدٌ فـارقَ لذّتَـه أو قلبٌ عشـقَ الجنّـات
فيها مـا تطلبـه النفـس وفيها حـورٌ مقصـورات
يا داوودٌ غـرّد واصـدح سبّـح ربّـك بالآيـات
ذاكَ لمن صانـوا الأسمـاعَ فلـم تشغلهـم أغنيّـات
وغدًا تنظر وجـه الحـور فغـادر وجـهَ الفنّانـات
اصبر ، فـرجُ الله قريـبٌ حصّـن قلبـك بالآيـات
وادعُ الله ينجـي قلـبًـا ويثبت مـن بعـد ممـات