اليومـ الأوّلــ ..
بداية جديدة ، وانسانــ جديد .. تعود البسمة لترسمـ تضاريسـ وجهه بعد أيامـ كادتــ تطمســ ما بقي من معالم السعادة في نفسه ..
أربعة أشهر كانت في القدر أربعينــ ..!
هذا ما أشعر به حقيقةً .. أشعر أني قفزت الآنــ اربعين عامًا للأمامــ .. بعمقــ التجربة وأثر المسير ..
أتخيّلـــ لحظاتها الآن .. لحظةً لحظة .. ودقيقةً بدقيقة ..
كمن وضع رأسه في ماء اليمّ .. كيف يرى القاع ؟! .. بعيد .. مخيف .. و..مظلم ..
وكفيلم قديم يعرض للمرة الأولى .. أشاهده ..
العرض رتيب .. و .. الأبطال يتحركون ببطء شديد ..
و..
هل تصرّ على التذكّر ..؟
ألا ترى النسيان أفضلـ ..!
أهل الجنّة ..في الجنّة .. يتذاكرون لحظاتهم الشديدة .. وأوقاتهم العصيبة ..في أرض الفناء .. لا لشيء.. فقط ليدركوا ما هم فيه الآن من نعيم ..
ما أكثر الحكايا .. لو أنّ النفس تذكر .. لكنه النسيانـ .. نعمة !
والحياة ما هي الا مسرحية .. مستمرّة العرض .. طالما الجمهور حيّ .. والتصفيق حار ..
ولكلّ منّا .. حكاية .. لم تكتب بعد !
لكنهم جميعًا –رغم خيوط الألم التي تربطهم جميعًا – على اختلاف الكاتب والحدث والزمن – سيبقون هناك .. قصة سالفة .. وذكرى للتندّر !
هناكـ .. على أسرة الجنّة .. تحت أغصان النعيم ..
والجرح الذي تفتحه الحياة كلّ يوم .. سيندمل هناكـ .. ويبقى الأثر ..ذكرى في قلب المؤمن .. وما أحلاه لو كان جرحًا لله .. وفي سبيل الله !
و..
عودة للحياة :) ..
يا الله .. ! ..
كم هو مطمئنّ .. يشعر بسلامٍ عجيب .. للمرة الأولى منذ زمن ..
الاشجار كأنها تضحك .. الطيور تنشد .. والرياح تهدهد الشجر فتصدر أصوات كأنها من حفيف أشجار الجنّة ..
هل .. تضحك الحياة ..أم أنه –من سعادته-فقد عقله ؟!
أجواء رمضان .. تضفي على الجوّ سعادةً غامرة و نسماتٍ رقيقة باردة ..
والاحتفالات كرنفالية (صاروخية أيضًا من عبث الأطفال ^_^) ..
كلّ ماهنالكـ طيّبـ و رائع ..
رغم هذا لا أخفيكم أني للآن – مازلت أجهد للدخول في أجواء رمضان .. فلم أزل بعد حديث عهدٍ بـ فراغ !
والاختبارات لا تزال ترنّ بموسيقاها الصاخبة في جنبات عقلي حتى الآن ..!
السؤال الأول به خطأ ..لينتبه جميع الطلاب ..
الموبايل ممنوع ..
مفيش وقت إضافي ..ثلاث ساعات فقط هي كلّ الوقت ..
طالب يغشّ ..ورقتك لو سمحت ..
الساعة في سرعة مكّوكية – كعدّاء ماراثونيّ يسعى لتحطيم رقمٍ قياسيّ ..
و ..
الوقت..
بقي نصف ساعة..
ربع ساعة..
دقائق ..
انتهى الوقت ..
ليضع الجميع أقلامهم ..
!!
لو وضعوا مقياسًا للضغط على شرايين كلّ طالب – لاكتشفوا أنهم أكثر نازيّة من هتلر نفسه !
مشكلة ..
حتى في لحظات الاحتفال لا تزال الذكرى عالقة ..
أخشى أنّ شبح الامتحانات السالفة سيظلّ مخيّمًا على جانب من جوانب الصورة .. حتى أشعر أنّي تخلّصت تمامًا من آثاره البالغة ..
فقط ..
لتبقى السكينة هاهنا .. ولتبقى النسمات الباردة عنوانًا لكلّ تدوينة تخطها اليدّ .. في موسم الخير ..
وليكنـ الجميع على خير حالـ .. والطاعة راحة .. والبسمة التي تفتقدها النفس لن تكون إلا بين جنبات المسجد .. وفي أحضان الكتاب .. كتاب الله ..
-----------
دمتم بـ نور
هناك 4 تعليقات:
رمضانك مقبول أخ نور الدين
تدوينة جميلة جدا الله يبارك فيك
لا تنسانا من دعواتك في رمضان
اللهمّ آمين :) ..
جزاكم الله خيرًا أختنا الكريمة ..
وأسأل الله ان يتقبّل منا ومنكم ..
تحياتي
كل عام وأنتم بخير
صدقت..فما الحياة إلا مسرحية
ولكن توكل على الله يا أخي..وستنسى كوابيس الإمتحانات
فقد ظننا أنها ذكرى لن تُمحى بمصائبها وكوابيسها
ولكنها الآن مجرد ذكرى..بالرغم من أنها منذ حوالي شهرين فقط
ولكن..إنما سمي الإنسان إنسانا من النسيان
وحتى تدخل في أجواء رمضان سريعا...الزم جلسة الشروق في المسجد والجلوس أيضا في المسجد بعد العصر حتى آذان المغرب
حيث يمكث الذاكرون الله
خطوة بخطوة
ستجد روحك تحلق في عالم رمضان
وفقكم الله...وأعانكم
وتقبل منكم
أختنا الكريمة:صاحبة هدف ..
شكر الله لكم نصائحكم الطيبة ..
وعذرًا أن تأخرت في الرد ..
دمتم بخير
إرسال تعليق