السبت، 26 يوليو 2008

سلمى بماذا تفكـــرين ؟؟

أعجبتنيـــ
كمـــا أعجَبَتها...فنقلتها..
كــما نقَلَتْـــهَا
------
بصمـتــ..




السحب تركض في الفضاء الرّحب ركض الخائفين

و الشمس تبدو خلفها صفراء عاصبة الجبين

و البحر ساج صامت فيه خشوع الزاهدين

لكنّما عيناك باهتتان في الأفق البعيد

سلمى ... بماذا تفكّرين ؟

سلمى ... بماذا تحلمين ؟

*

أرأيت أحلام الطفوله تختفي خلف التّخوم ؟

أم أبصرت عيناك أشباح الكهوله في الغيوم ؟

أم خفت أن يأتي الدّجى الجاني و لا تأتي النجوم ؟

أنا لا أرى ما تلمحين من المشاهد إنّما

أظلالها في ناظريك

تنمّ ، يا سلمى ، عليك

إنّي أراك كسائح في القفر ضلّ عن الطّريق

يرجو صديقاً في الفـلاة ، وأين في القفر الصديق

يهوى البروق وضوءها ، و يخاف تخدعه البروق

بل أنت أعظم حيرة من فارس تحت القتام

لا يستطيع الانتصار

و لا يطيق الانكسار

*

هذي الهواجس لم تكن مرسومه في مقلتيك

فلقد رأيتك في الضّحى و رأيته في وجنتيك

لكن وجدتك في المساء وضعت رأسك في يديك

و جلست في عينيك ألغاز ، و في النّفس اكتئاب

مثل اكتئاب العاشقين

سلمى ... بماذا تفكّرين ؟

*

بالأرض كيف هوت عروش النّور عن هضباتها ؟

أم بالمروج الخضر ساد الصّمت في جنباتها ؟

أم بالعصافير التي تعدو إلى و كناتها ؟

أم بالمسا ؟ إنّ المسا يخفي المدائن كالقرى

و الكوخ كالقصر المكين

و الشّوك مثل الياسمين

*

لا فرق عند اللّيل بين النهر و المستنقع

يخفي ابتسامات الطروب كأدمع المتوجّع

إنّ الجمال يغيب مثل القبح تحت البّرقع

لكن لماذا تجزعين على النهار و للدّجى

أحلامه و رغائبه

و سماؤه و كواكبه ؟

*

إن كان قد ستر البلاد سهولها ووعورها

لم يسلب الزهر الأريج و لا المياه خريرها

كلّا ، و لا منع النّسائم في الفضاء مسيرها

ما زال في الورق الحفيف و في الصّبا أنفاسها

و العندليب صداحه

لا ظفره و جناحه

*

فاصغي إلى صوت الجداول جاريات في السّفوح

واستنشقي الأزهار في الجنّات ما دامت تفوح

و تمتّعي بالشّهب في الأفلاك ما دامت تلوح

من قبل أن يأتي زمان كالضّباب أو الدّخان

لا تبصرين به الغدير

و لا يلذّ لك الخرير

*

لتكن حياتك كلّها أملا جميلا طيّبا

و لتملإ الأحلام نفسك في الكهولة و الصّبى

مثل الكواكب في السماء و كالأزاهر في الرّبى

ليكن بأمر الحبّ قلبك عالما في ذاته

أزهاره لا تذبل

و نجومه لا تأفل

*

مات النهار ابن الصباح فلا تقولي كيف مات

إنّ التأمّل في الحياة يزيد أوجاع الحياة

قدعي الكآبة و الأسى و استرجعي مرح الفتاة

قد كان وجهك في الضّحى مثل الضّحى متهلّلا

فيه البشاشة و البهاء

ليكن كذلك في المساء .

هناك 5 تعليقات:

نـــــــور يقول...

رائعة بحق..

لا أدري بأي الكلمات أعلق بعد أن قرأت تلك الكلمات الرائعة ..

لمستني بشدة ..

جزاكم الله خيرا .. ودمتم بخير..

سمية-بنت البنا- يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المدون الفاضل .. نور الدين ..

حياكمـ الله عزوجــل ..


صمــت ســاد أنحــائي بعدمــا انتهيت من القراءة..
لست أدري ماذا أكتــب ..؟؟

أعــدت قرائتها مراتِ ومراتِ ..
فاسمحوا لنــا سيدي بــأن نعلق علي بعض كلمــاتها ...

""
السحب تركض في الفضاء الرّحب ركض الخائفين

و الشمس تبدو خلفها صفراء عاصبة الجبين

و البحر ساج صامت فيه خشوع الزاهدين

لكنّما عيناك باهتتان في الأفق البعيد""

كم هو رائع هذا التصوير ..
بسيط الكلمات .لكنه يعبر بشدة عن الحال..

"" بل أنت أعظم حيرة من فارس تحت القتام

لا يستطيع الانتصار

و لا يطيق الانكسار ""
يــا إلهــي ..
أتتحول الطفلة لفارسِ ..؟؟
في هذا الزمــان كل شئ جــائز ..؟؟
يال تلك الحيرة .. ليست كــأي حيرة ..

""
لتكن حياتك كلّها أملا جميلا طيّبا

و لتملإ الأحلام نفسك في الكهولة و الصّبى

مثل الكواكب في السماء و كالأزاهر في الرّبي ""

رائــع للغــاية ..
كمـ أعشق الأحلامَ والآمــالَ ..
هكــذا دعانــا إسلامنــا ..
فلا مجــا عندنــا يومــاًَ لليــأس ..
لا تيأسوا فليس اليأس من أخلاق المسلمين ..وحقائق اليوم أحلام الأمس ..وأحلام اليوم حقائق الغد .. وما زال في الوقت متسع ..

"" مات النهار ابن الصباح فلا تقولي كيف مات

إنّ التأمّل في الحياة يزيد أوجاع الحياة""

صدقتمـ سيدي ..
شعــور صعــب للغــاية عندمــا تتأمل الواقــع فتراه يتحول إلي الأسوأ ..
ولكن مازال هناك أمــل يلوح في الأفق البعيد معلنــاً عن نصر قريبِ ..


"" قدعي الكآبة و الأسى و استرجعي مرح الفتاة

قد كان وجهك في الضّحى مثل الضّحى متهلّلا

فيه البشاشة و البهاء

ليكن كذلك في المساء .""
ومــا أروع الختــام حين يحث علي الابتســام ..
فتبسمك في وجهه أخيك صدقة ..


****

سيدي الفاضل .. عذراً لإطــالتنا في الرد ..
وما زال بداخلي الكثير ..
ولكن يكفي ما كتبته بالأعلي ..

بارك الله فيكمـ وفي قلمكمـ..
وجعلكمـ زخراً للإسلام والمسلمين ..
ودمتمـ في سلام وأمــان ولذة بالإيمــان ونصرة لدين الرحمــن ..

__
أختكمـ::
سمية_بنت البنا_

N35 يقول...

الفاضلة: نــور..

حياكم الرحمن

هي لمستني أيضا..فانسيابية وبساطة معانيها أبت الا ان تخترق الداخل..ليعيش معها معانيها الرائعة..

حقيقة لا أدري من كتبها..
لكنها بالفعل فوق الرائعة

جزاكم الله خيرا على مرورك..
ودمتــ بخير

N35 يقول...

الأخت الكريمة :سمية ابنة البنا ..


تقريبا نفس ردّ الفعل كان لي عندما قرأتها..
لم أكتبها حقيقة..فلم أملك بعد الابداع الكافي لنثره بهذه الطريقة الرائعة..

-----------------
كم هو رائع هذا التصوير ..
بسيط الكلمات .لكنه يعبر بشدة عن الحال..

هو كذلك فعلا..وجماله بالفعل يتضح عندما نتخيل هذه اللوحة الفنية الرائعة التي رسمت في هذه الكلمات..
فقد رسمها الشاعر بصورة بسيطة سهلة التخيّل دون مبالغة أو تعمّد رسم حركات خيالية..فالسحب بطبعها تركض..والبحر بطبعه هاديء صامت ف أغلب اوقاته..




---------------

"" بل أنت أعظم حيرة من فارس تحت القتام

لا يستطيع الانتصار

و لا يطيق الانكسار ""

أرى أن الجزء الأجمل هنا هو حيرة هذا الفارس بين حب الانتصار رغم عدم وصوله اليه..
وكرهه للانكسار رغم وقوعه فريسة له..

أرى هذه الصورة ترسمني .. كثيرا ما عشت مثل هذا المعنى ..


-----------------
رائــع للغــاية ..
كمـ أعشق الأحلامَ والآمــالَ ..
هكــذا دعانــا إسلامنــا ..
فلا مجــا عندنــا يومــاًَ لليــأس ..
لا تيأسوا فليس اليأس من أخلاق المسلمين ..وحقائق اليوم أحلام الأمس ..وأحلام اليوم حقائق الغد .. وما زال في الوقت متسع ..

رحم الله الامام..احفظ هذه الكلمات في رسالته الى الشباب عن ظهر قلب وارددها دائما..
كأنما الله وهبه حسن المنطق والبيان وعمق الفكر وطول النظر.فاستكشف الغيب ببصيرته
اكمل ما كتبتِ وأذكر نفسي بهذه الوصية الرائعة..
..فلازال في الوقت متسع ولازالت عناصر السلامة قوية عظيمة في نفوس شعوبكم المؤمنة رغم طغيان مظاهر الفساد، والضعيف لا يظل ضعيفا طول حياته..والقوي لا تدوم قوته أبد الآبدين..ونريد أن نمن عى الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين..ونمكن لهم في الأرض..

------------
"" مات النهار ابن الصباح فلا تقولي كيف مات

إنّ التأمّل في الحياة يزيد أوجاع الحياة""

يقولون اثنان لا يتركهما الهمّ..
من يفكّر بحاله..
ومن يفكّر بحال أمته

--------

الفاضلة أخت ابنة البنا..
تعليقكم ينمّ عن بساطة ونقاء سريرتكم وصفاء شعوركم..
حفظكم الرحمن

وجزاكم الله خيرا على مرورك الكريم..
دمتـ مطمئنة

شيماء علي يقول...

كان أول سؤال سأسأله الآن: أأنت كتبت هذا؟؟ :)
بما أنك لم تفعل - بّيْد أني وددت لو فعلتَ - سأرجئ تعليقي على العروض..أو ربما أحتفظ به لنفسي..
دمت بخير..
و هدانا الله و أصلح حالنا..