إخواني
الكرام - أخواتي الفاضلاتـ ..
كل عام
وأنتم من الله أقرب – وعن الشيطان أبعد ..
عدنا –
لنلتقي من جديد – بعد أيام لم أتخيّل يومًا أنها – من شدّتها- قد تنقضي..!
كنتـ
فيها كآلة رباعية الدفع-وفقدت كلّ وظائفها الجسمية – وانفصلت عن كافة وظائفها
الحياتية .. !
ولم يبق
لها من أمور الحياة الا ما يقيم قدرتها على التخزين والاسترجاع والفهم والتدقيق
..باختصار .. قدرتها على الدشّ :) ..
وقبل ان
أستطرد في السرد اود التنويه لنقطتين :
الأولى :
ان هذه التدوينة شخصية تمامًا- أي أنك لست مضطرًا لاستكمال قراءتها بعد هذه الأسطر-اذا
كان لديك ما هو أهمّ ..
الثانية
: أن الكلام عن النفس أمر لا يفضله الكثير – ولا انا – الا في ظروف أعتبرها لازمة
وضرورية-منها هذا الظرف الذي بدأ منذ اربعة أشهر مضت وانتهى بالأمس فقط ..
وأعتبر
تسجيلها –كتجربة-أمرُ سأحتاج اليه فيما بعد-لأستخلص منه دروس تعلمتها – ودروس اخرى
لم أتعلمها بعد ، وقد يستفيد منه شخص ما في مكان ما-كونها تجربة شخصية-وليست قصة من
نسج خيال..
رجــــاءًا – أنتـ المسئول عن وقتك ..
واذا
كنتـ لازلت مصرًا على المتابعة فجهّز من وقتك عشر دقائقـ .. و .. جدد نيّتكـ ..
نعود
للتدوينة ..
في مثل
هذه الأوقاتـ - أوقات الإمتحانات - أقع في حيرة بين شخصين ..
نور الذي
يتوقف كل طموحه عند نقطة المرور – بجواز سفر يحمل عنوان – منقول الى الصف التالي –
و مقبولـ .. وبين نور الذي يطمح – لمكانه الذي يراه مناسبًا له – بين زمرة
الممتازين !
في سنوات
ماضية – كانت الغلبة أحيانًا للشخصية الأولى – نور القديم ..
الحقيقة
أني لم أنحدر يومًا للمستوى الذي أصبح فيه مقبول أو حتى جيد ، ولم يتراجع تقديري
العام في اصعب الظروف عن 80% - إلا أني دائمًا ما كنت اعتبر نفسي من الراسبين طالما
فقدت الامتياز ..
أصعب ما
قد يواجه طالب اعتاد على التفوق والصدارة-أن يجد نفسه يومًا ما- أسفل سافلين !
وكنتـ في
الثانوية العامة الأول دائمًا – وأتذكّر هذا الكمّ الهائل من العذاب الذي كان يلحق
بي اذا تراجعت يومًا لأكون الثاني أو الثالث !
أصبح
الأمر عقدة ..
وجاءت
الجامعة-لتفرز ترتيبات جديدة .. لم أكنـ من بين أوائلها ..
كلية الطبّ تحتاج لمجهود مضاعف واستنفار شامل وتشجيع مستمرّ وتخطيط و صبر .. وعدة
أشياء أخرى ..!
ولم أكن في الواقع على استعداد لبذل مزيد من الجهد فوق العادي لأتسابق بينهم-ولمدة ستّ
سنوات –على مراتب الجامعة وترتيب الأوائل ..
والسبب الثاني أني لم أكن أحب الارتباط بوظيفة تقيد من حركتي وتلزمني بما لا احبّ – لأني
بطبعي أميل للأعمال الحرة الغير ملزمة ..فلماذا اذن أبذل الجهد لأتفوق ..ثم أقع في حيرة بين قبول الوظيفة التي لا أحبها ولا ارغب بها– وبين ميلي للحركة والسفر والتنقل وعدم الاستقرار في مكان !
لم يكن الفكر ناضجًا الى الحدّ الذي يتخطّى فيه هذه الأبعاد السابقة – ويفكر بشكل آخر أكثر نضجًا وأقرب للصواب ..
وعلى المسار ..نتعلّم .. وننضج .. وتزدحم حياتنا وأوقاتنا بالتجارب-التي غالبًا ما تتكفّل بإعادة تربيتنا – فكريًا – لنفكر بشكل مختلف – ونرى الحياة والواجب والرسالة من زوايا أخرى وأبعاد جديدة – وبصورة لم تتطرق كثيرًا لأذهاننا ..
بين نور و نور .. حوار الى الداخل ..
السؤال
الذي كان لا يفتأ يطرق العقلـ .. لماذا..
و ..
أين ..
النفس التوّاقة ؟والطموح
.. هذا الشيء بالداخل-الذي يحترق ..لتتقدّم ..
الطبع ..
بعض الناس ولدت وهي تنظر لأعلى ..
وأنت .. أين تنظر ؟!
صراع ..وعذاب..
بين القديم والجديد ..
بين العزم على المجاهدة والرقيّ ..وبين الرضوخ لارادة التراجع والقعود ..
هل تريد الخروج ؟فأين السروج ..يا فارس ؟
ولو أرادوا الخروج ..لأعدّوا له عدّة ..!أم رأيت فارسًا يدخل معركته بلا سيف ؟!!
يقول تعالى .._ولقد علمنا المستقدمين منكم – ولقد علمنا المستأخرين ..
الأمر كذلك ؟ ..
بين صاعدٍ و نازل ؟
وبين متقدّمٍ ومتأخر ؟
اذن الأمر ليس في حاجة لفلسفات كثيرة لتعلم أنه من واجبك-أن تتفوّق ..
ولست في حاجة لاختراع أسباب تحفزك على التفوق .. لأنه في الواقع مطلب إلهيّ .. وغاية في ذاته .. ومبدأ رباني لا يحتاج لمبررات ..
المسلم ..متفوّق ..مستقدم ..
في الصلاة ..فضّل الله الصف الأول ..
وفي الجهاد ..فضّل الصف الأول .. والنفير الأول ..
وفي الهجرة ..قال لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل.. أولئك أعظم درجةً من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا (أي من بعد فتح مكة) ..
أي أنك – بصرف النظر عن أي مبررات – لا بد أن تتقدّم للأمام .. وترتقي .. لتكون حيث يجب أن يكون المسلم الصحيح ..
ثمّ هل ترضى ما قد يقوله الناس عن أن الطلاب الملتزمون هم الأقل تفوّقًا – والأكثر رسوبًا ؟!
هل ترضى أن ينفر الناس من نموذج الاسلام – في شخصك الغير متفوّق؟!
كان هناك كتيّب للدكتور مجدي الهلاي –على ما أتذكّر يحمل نفس العنوان – (إنّ منكم منفّرين) ..فهل ترضى ان ينفر الناس منك - أو من الاسلام الذي تحمله ؟
الهروب الكبير ..!
كثيرًا ما كنت تتحجّج بكثرة الأشغال الدعوية-التي تعطّل من المذاكرة..
تبيّن لي الآن أن كلّ هذه كانتـ مجردمبررات واهية..
العام – كان الأكثر انشغالاً وازدحامًا بالأعمالـ .. رغم هذا .. لم يمنعك أبدًا من المذاكرة .. فأين كانت الحلقة المفقودة ؟!
كنت تخدع نفسك – لأنك كنت اكثر من يعرف أنك تملك من الوقت أضعافًا مضاعفة ، ولم تكن الأعمال الدعوية من الكثرة التي قد تقعدك عن أن تكون يومًا بين صفوف الأوائل..وإلا ...كيف نجح غيرك ممن هم على نفس دربك ؟
هم في الواقع حجّة عليك .. ودليل إدانتك ..
كنت أهرب .. هذه حقيقة –ولا ابالغ..
كلما كنت افكر بهذا الشكل-أصاب بصداع ..مستمرّ .. يلاحقني باستمرار ..
والحل ..كان دائمًا سحريًا .. اهرب .. اشغل نفسك بأمر تافه .. اجعل من الأمور التافهة التي قد يقوم بها غيرك – أمرًا في غاية الإلحاج والخطورة ..
وأنت – سوبر مان – المنقذ ..من يقوم بهذه الأعمال العظيمة (التافهة) غيرك ؟
وأهلك نفسك في دوّامة غيرك ..وبِع حياتك وأوقاتك الثمينة ..ليتفوّق غيرك !
ومت ليحيا غيرك ..
أليست هذه سرقة من غير إكراه ..
أم أنّ كرمك الباذج يصل للدرجة التي تنسى فيها أمانتك التي استأمنك الله عليها .. عمرك .. وقتك .. دقّات قلبك ؟؟قرار التفوّق ..
هو كذلك
فعلاً ..
واختيار ..
ولا يخضع لفلسفات أخرى غير ما بداخلكـ ..
والانسان حيث يضع نفسه .. هو يختار الأمام أو الخلف .. القمة أو القاع ..والحياة باحداثها-الخير والشرّ-هي نتيجة لهذا الاختيار و ..القرار ..
والتعب .. مقرر..ولا نجاح بدونه ..في الواقع من يختار النجاح ..فانه يختار معه أن يتعب ، كلاهما متلازم ، والواهم من يتخيّل أن أطباق الذهب والفضة الحافلة بحبوب النجاح ستطرق بابه .. فالسماء لا تمطر ذهبًا ولافضة..ولا تمطر نجاحًا وتفوقًا ..!
أسباب ..
والأخذ
بها واجب ..
المذاكرة
..بجدّ
الدعاء
.. الأمل .. الصبر .. التفاؤل ...
أسمّيها رحلة الأسباب .. والسفر الطويل بغيرها .. هو مجرد رحلة انتحار ..
الأسباب هي زاد الرحلة الى هناكـ .. الى الأعلى ..
تعلّمتـ ...
الصبر ..
الأمل ..
الاعتداد بالنفس..الثقة فيما وهب الله لكلّ منا من قدراتـ ..والثقة
في الله ..
الفصل الأخير ..
لم يكتبـ بعد ، فالنتيجة لم تظهر للآن..
وللتو انتهى امتحانـ من امتحاناتـ الدنيا ..
لازلتـ بانتظار النتيجة .. ولا أعرف حقيقة ما هي.. بل وأكثر من ذلكـ .. لا يشغلني كثيرًا كيف ستكونـ ..
أعطيتـ نفسي .. تقدير امتياز .. وأنا راضٍ تمامًا .. تمامًا ..لأبعد حدّ –ولأول مرة في حياتي - عن نفسي ..
لأني في الواقع بذلتـ كلّ ما يمكنني ..التقصير
جزء من تكويننا البشري ولا شيء كامل ..فقط ..أعرف أني اقتربت كثيرًا مما هو مطلوب
..وأعلم أنّ الله كان راضٍ عني ..
كنتـ
ألمح هذا الرضا في عين والدتي ووالدي ..
يكفيني هذا ..
ورضاهما
جنّة الدنيا ..
العام ..
هذا العام..كان بداية الرحلة .. للأمام .. وللأعلى ..
كانـ
الفصل الأوّل .. من سلّم الصعود .. مرة أخرى ..ليستعيد منحنى الحياة اتزانه مرة أخرى..ويسير الى الشاطيء ..حيث ينبغي أن يصل ..
تعلمونـــ .. لأينــ ؟؟
كلـّ عامٍ وأنتم بخير ..
رمضان كريم ^_^
هناك 8 تعليقات:
رمضان كريم يا نور وتقبل اللله الطاعات
شد حيلك ووري ربنا نور في رمضان هيبقى ازاي
شد الهمة وادعي واديها جد
نور... رمضان كرييييييييييييم
مها ميهوووو
بسم الله
كل عام وأنتم بخير
أسأل الله العظيم أن يبارك لكم في هذا الشهر الكريم ويرزقكم القول والعمل الصالح
اللهم سلمنا إلى رمضان وسلم رمضان لنا وتسلمه منا متقبلا
دمتم في طاعة
بسم الله
بعد انتهائي من الفرقة الخامسة
كتبت .. أيام ليست من حياتي
ولكن تعذر نشرها
كانت أيام .. مثل أيامك .. وأسوأ
الحمدلله على سلامة الوصول
اتمنى من الله أن يرزقك التقدير العالي
آمييين
اذا استثنيت الرافعي - فانني لم أقرأ حديثا بهذه الروعة منذ زمن .. منذ توقفت عن متابعة المدونات
حديث خاص - عام
يمس كل منا .. وقد يصيبه في مقتل اذا كان حقا من المنفرين
من واقع تجربتي مع هذا الأمر كنت أري أخواتنا حينما تسألهن الطالبات عن اذا كان عملهن الدعوي يؤثر علي تحصيلهن الدراسي كنِّ دائما يتمثلن بالأوائل من الأخوات ليدرءوا تلك الشبهة عنِّا
أحمد الله أن منِّ عليِّ بأن كنت منهنِّ
حينها تفرح حقا - ولكنه ليس فرحا بنجاح أو ظهور - كلا
انه فرح غامر أن كنت سببا في درأ شبهة عن دعوة بأكملها - سواء كانت عن الاسلام أو الاخوان ( كجماعة )
مجرد شعورك أنك قدمت ما في وسعك , حتي لو كانت النتيجة - لا قدر الله - لا تناسب الجهد , يشعرك بالرضا بفسك
وهذا كافٍ أمام الله
" معذرة الي ربكم"
أسأل الله لكم النجاح والتفوق دائما
وكل عام وأنت الي الله أقرب
أختنا العزيزة ..مها ميهوو :) ..
جزاكم الله خيرًا والله المستعانـ
ماشي .. هنشدّ .. وندّيها جدّ ^_^ ..
دعوااتكم ..
الأخ الحبيب : أحمد سعيد :) ..
أظنّكـ بالفعلـ أكثر من يعرفـ كيفـ كانتـ الحياة في الأيامـ السابقة ..
لكنه قدر الله أن تنتهي كما انتهت غيرها ..
اختبارات يا صاحبي لا تنتهي .. حتى تنتهي الحياة ..
رمضاانــ كريــم :) ..
كلّ عام وأنتـ من الله أقربـ ..
أختنا الكريمة : أخـــ مسلمة ـــت
وأنا اذا استثنيت أحاديث جاري المبالغ - لظننت أن مقارنتكـ لهذه الكلماتـ بالرافعي هي محض ظلمٍ له :) !
أعزّكم الله .. لم يكتبـ القلم أدبًا مثلـ ما كتبـ الرافعي - فالمقامات محفوظة ..
التفوقـ .. حديثـ ذا شجنـ .. والبحثـ فيه يطولـ ..
كنتـ كتبتـ بأحد الأركان نقاطًا عشر هي تلخيص لتجربتي الجامعية في هذا الشأن - قد أتناولها هنا قريبًا-ان سمح الوقتـ ،
ما يدعو للألم فعلاً هو مثل ما ذكرتِ أختنا ..
أن نتباهى بوجود-قلة ناجحة من بيننا .. وكانهم بنجاحهم -يرفعون التكليف عنّا .. فلا ضير اذن أن يرسب بعضنا أو نرسب كلّنا !
هو في الواقع منطقـ غريبـ .. ونظريّة للهروبـ ..
هدى الله الجميع وأصلح شأننا ..
أدام الله عليكم نعمة التفوق ورضي عنكم وعن اخواننا جميعًا وأخواتنا ..
دمتم بـ طاعة ..
أختنا الكريمة : صانعة الحريّة ..
جزاكم الله خيرًا على ردّكم الصادق ..
وأرجو أن تقرئي أختنا كلماتي القادمة ..
الكلام الذي كتبته أو الرسائل التي اردت إيصالها من خلال التدوينة دافعًا للتقدّم والمراجعة الشاملة - لا لجلد الذات أو استدعاء ذكريات أليمة - مرّ عليها الكثير .. فكلها من قدر الله ..
واذا كان لديكِ بعض تجارب غير موفقة فأنا وغيري والكثير منّا عنده ما هو أكثر منها بكثير - فقط لنتعلّم ..
لا مجالـ عندنا للبكاء على ما مضى ..
وان كان من عودة فهي فقط لاستخلاص العبر لا أكثر..
أؤكد لكِ أن هذه حكمة تعلمت كلّ حرف من كلماتها حرفا حرفًا ..
فأيقني بها وافهميها جيّدًا - فهي حقيقة
لذا أرجو أن تعيدي قراءة التدوينة وتضبطي زاوية الرؤية مرة أخرى لترينها من هذا الجانب ..
أخوكـِ الصغير .. حكيم كبير .. غير أنه أخطأ قليلاً هاهنا ..
الحياة الجامعية - جزء يسير من تجربة الحياة ، وباب واحد من أبواب النجاح كما قد يكون تجربة واحدة من تجارب الفشل .. والحياة تحسب بمجموع أحداثها وتجاربها ، وأظنّ أنه ظلم كبير للنفس أن نجعلها أسيرة تجربة مضت-كانت نصف ناجحة أو نصف فاشلة ..
كتابتي لا تعدو كونها تقييم لمرحلة - منعًا لتكرار الخطأ وحرصًا على غيرنا ممن سيسلكون نفس طريقنا ..
لنكن نحن نور طريقهم - ونستطيع بتعلمنا من تجاربنا الغير موفقة أن نصنع من خلالها ألف تجربة ناجحة ..
لعلّكـِ مسئولة عن أخواتـ أو زهراتـ ، فاصنعي منهم اذن نجاحًا
ليس الجميع عند الله أفضلـ منكِ .. هذا أيضًا غير صحيح .. ومقارنة مكانتنا بمكانة غيرنا عند الله هي مقارنة غير عادلة-فلا يعلم القلوب الا الله .. وموازين القبول كلها عند الله - وليس لأحد أن يطّلع عليها ..
ولو كان غيرنا افضل منا عند الله - لما اصطفانا لهذه الدعوة - ولما جعلنا هاهنا - ولما انتقانا لنقرأ هذه الكلمات ..
فقط لنعمل .. بلا ندم ..
--------
أسال الله لكم الاخلاص والرشاد والسداد ..
لا يتوقف والله دعاؤنا لكلّ اخواننا وأخواتنا - والمدونون منهم خـــاصّة ..
فلهم على كثير من الاخوان - درجة ..
------------------------
جزاكم الله خيرًا على التذكير بالنيّة ..
تحتاج لقراءة وتفسير وتوقّف أمامها ..
فصدقًا .. جزاكم الله خيرًا
دمتمـ بخير ..في موسم الخير..
أخوكم
إرسال تعليق